شبــــــكه ومنتــــــدايات المصـــرى الأســـــــلاميه
عزيزي الزائر الكريم شكراً لتسجيلك في شبكه ومنتديات المصرى الأسلاميه! نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار. مع أطيب الأمنيات, إدارة شبكه ومنتدايات المصرى الأسلاميه

تحيات المراقب العام : شريف المصرى
شبــــــكه ومنتــــــدايات المصـــرى الأســـــــلاميه
عزيزي الزائر الكريم شكراً لتسجيلك في شبكه ومنتديات المصرى الأسلاميه! نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار. مع أطيب الأمنيات, إدارة شبكه ومنتدايات المصرى الأسلاميه

تحيات المراقب العام : شريف المصرى
شبــــــكه ومنتــــــدايات المصـــرى الأســـــــلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبــــــكه ومنتــــــدايات المصـــرى الأســـــــلاميه

https://almasriislamic.yoo7.com
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

تبرىءإدارة شبكه ومنتدايات المصرى الأسلاميه ذمتهاامامالله وامام الجميع من الذين يقومون بإستخدام خدمات موقع المصرى الأسلاميه فيما يغضب المولى عز وجل

وتقبلو تحيات صاحب الموقع والمراقب العام شريف المصرى

تحذير هام:الرجاء من اللذين ينقولون المواضيع من منتدانا مراجعه الأداره قبل نقل أى موضوع بالمنتدى وألا سنضطر أسفين بملاحقته ومتابعه الأمر قضائيا وذلك حفاظا لحقوق المنتدى



معا بأذن الله تعالى نعلى شأن ديننا الحنيف ونتوكل على الله
أجمل ترحيب بالأعضاء والزوار الكرام ونتمنى لكم أقامه دائمه معنا مع تحيات المراقب العام للمنتدايات شريف المصرى

اهلا بكم بيننا نستفيد ونفيد والمنتدى حسبه لله تعالى على ارواح شهداء المسلمين بكل مكان والى روح والدى الغالى رحمه الله عليه واسكنه فسيح جناته
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المراه المسلمه انظف امرأه على وجه الارض
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 05, 2018 1:17 am من طرف shareefmasri

» مصحف كُتب على جلد الغزال
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2018 11:09 pm من طرف shareefmasri

» شروط و قوانين شبكه ومنتدايات المصرى الاسلاميه
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2018 10:35 pm من طرف shareefmasri

»  حتى لا ننسى ستظل رابعه رمز ومصباح سيضىء لنا ليل الحريه مجزره رابعه على يد عملاء وخونه الشعب المصرى
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 1:40 am من طرف shareefmasri

» قصيده شعريه لأهل تونس ومصر الحره الأبيه والى شعب وشباب ليبيا المناضل اهداء من شريف المصرى
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 22, 2011 8:52 pm من طرف shareefmasri

» شهداء ثوره الشرف والكرامه
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالإثنين فبراير 21, 2011 11:29 pm من طرف shareefmasri

» «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً» المائدة 32 «والذين لايدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النّفس التي حرّم الله إلا بالحق» الفرقان
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالإثنين فبراير 21, 2011 11:20 pm من طرف shareefmasri

» دفتر عزاء لشهداء ثوره 25 يناير
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالإثنين فبراير 21, 2011 11:08 pm من طرف shareefmasri

»  أغـلى هـديـة
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 2:49 am من طرف shareefmasri

» قسم الأطفال > بيـت الـطـيـبـين
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالسبت يناير 01, 2011 2:44 am من طرف shareefmasri

أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    
اليوميةاليومية
ساهمو بنشر هذا المنتدى
الأخوه الأفاضل والمحترمين
ساهمو فى نشر هذا المنتدى





الحقوق والساعه (منتدى)

الساعة الانبتوقيت اسم دولتك
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات المصرى الأسلاميه
Powered

by phpBB2 ® Ahlamontada.com
almasriislamic.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2017 - 2018

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط شبــــــكه ومنتــــــدايات المصـــرى الأســـــــلاميه على موقع حفض الصفحات Your SEO optimized title page contents
	


قم بحفض و مشاطرة الرابط شبــــــكه ومنتــــــدايات المصـــرى الأســـــــلاميه على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني




hitstatus
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
shareefmasri - 328
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Vote_rcapالعز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Voting_barالعز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Shsreef فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 327 مساهمة في هذا المنتدى في 326 موضوع
الأداره العامه للمنتدايات





ترشيح الموقع من قبل الزوار
رشحنا فى دليل المواقع العربيه


اشهار المنتدى بمواقع خارجيه
Active Search Results
نظام Facebook Connect

شاطر | 
 

 العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shareefmasri
المدير العام
المدير العام
shareefmasri

عدد المساهمات : 328
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 45
الموقع : https://almasriislamic.yoo7.com

العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 _
مُساهمةموضوع: العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2   العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2 Icon_minitimeالجمعة مايو 14, 2010 10:42 pm

العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى 2

وعن دور الأشعري في
الفكر الديني
.
كتب المغفور له
الإمام الشيخ مصطفى عبد الرازق: أخذت الفلسفة توجه أهل الفرق إلى الاعتماد
على العقل. فلما أخذ الأشعري في مناضلة المبتدعة بالعقل حفاظا للسنة، جاء
أنصار مذهبه من بعده يثبتون عقائدهم بالعقل تدعيما لها ومنعا لإثارة الشبهة
حولها. ووضعوا الأدلة العقلية التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار
".
وإذن فمذهب الأشعري مقرر لمذاهب السلف
ولكنه يناضل عنها بالأدلة العقلية لا بالنصوص وحدها. وهو رأي وسط بين مذهب
المعتزلة الذين نفوا التجسيم عن الله تعالى ومذهب غلاة الحنابلة الذين
آمنوا بالتجسيم كما يدل ظاهر النص
.
ولقد شاعت عقيدة الأشعري فاجتمع عليها
الشافعية والمالكية والحنفية وفضلا الحنابلة .. كما قال الشيخ عز الدين بن
عبد السلام فيما بعد. وكان صلاح الدين قد اعتنق المذهب الشافعي وعقيدة
الأشعري فألزم بهما الناس
.
غير أن الذين جاءوا من بعده تفرقوا:
فظل بعضهم شافعيا على رأي صلاح الدين، واعتنق بعضهم غير ذلك من المذاهب،
وإن ظلوا جميعا على رأي الأشعري إلا قليلا
!
وكان الملك الكامل حاكم مصر وهو ابن
العادل شقيق صلاح الدين أوسعهم أفقا وأشدهم احتفالا بالعلم والعلماء حتى
لقد جلس وهو ملك مصر إلى الشيوخ ليتعلم منهم في الحلقات ثم تقدم لنيل إجازة
علمية كما يتقدم غيره من الطلاب ونجح فيها! وتعود أن يعقد مجلسا للعلماء
في مساء كل خميس، وفتح المدارس والمكاتب وأغدق على أهل الفقه والعلم .. وكف
عن اضطهاد أصحاب المذاهب الأخرى كما كان يصنع عمه صلاح الدين. وعين قضاة
من كل المذاهب بدلا من القاضي الشافعي الذي اكتفى به أبوه .. ولقد نافسه في
تشجيع العلماء أخوه عيسى، فكافأ المؤلفين حتى وضعوا في عهد الملك الكامل
كتابا من أضخم كتب الفقه الحنفي وهو كتاب (التذكرة
).
وقد أرسل العز بن عبد السلام إلى الملك
الكامل وأخيه عيسى كتاب شكر على ما يصنعان للعلم والعلماء، فأرسلا إليه
ردا جميلا. وبعث الملك الكامل إلى أخيه صاحب دمشق ـ الملك الأشرف ـ يستوصيه
خيرا بالعالم الشاب عز الدين بن عبد السلام
.
وكان عز الدين قد جذب إليه عديدا من
الطلاب أحبوا دروسه التي كان يرصعها بما يحفظ من طرائف الحكمة وروائع الشعر
مما كان ييسر على الطلاب صعوبة الفقه
.
وقصده الناس يستفتونه فلم يبخل عليهم
بالرأي، ولم يعد يتقيد بالمذهب الشافعي الذي كان يعتنقه من قبل، بل كان
يبحث في كل المذاهب عن إجابات لم يرد إليه من أسئلة، فإن لم يجد حاول أن
يجتهد رأيه
.
وكان شديد الحرج في
فتياه. يفكر طويلا قبل الإجابة، ويظل يفكر بعدها وينقب حتى يطمئن أنه على
الصواب. ولقد أصدر فتيا ذات مرة، ثم طفق يفكر بعدها فيما قال، وعاد إلى كتب
السلف عسى أن يجد فيها ما يسانده، فاكتشف أنه أخطأ، ولم يكن يعرف صاحب
المسألة الذي أستفتاه، فأطلق عددا من تلاميذه في الأسواق والطرقات والمساجد
ينادون في الناس: "من صدرت له فتيا بالأمس من العز عز الدين بن عبد السلام
فلا يعمل بها فهي خطأ، وليعد إلى الشيخ ليفتيه بالرأي من جديد بالصواب
".
شاع ذكر الشيخ في
أقطار المسلمين، ولم يكن قد ألف كتابا بعد ولكن هاهو ذا شاب عالم فقيه زاهد
أمين، يتحرر من المذاهب الفقهية في عصر شاع فيه التقليد للأئمة الأربعة،
كل جماعة تتعصب لمذاهب ولا تعدوه حتى إن وجدت الجواب الصحيح عند غيره من
المذاهب، وكل حزب بما لديهم فرحون! فإذا صدرت الفتيا من أحدهم فلا رجعة
فيها حتى إن تبين الخطأ
...
وعز الدين لا يتفرغ للعلم والتدريس
والفتيا فحسب، ولكنه يتحرك في الأسواق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في
رحمة وحكمة وموعظة حسنة، ويشدد النكير على الظالمين من التجار الذين يبخسون
الناس أشياءهم، وعلى جباة المكوس، والمرتشين والجائرين ممن يلون أمرا من
أمور المسلمين
.
من أجل ذلك أحبه
الناس: المظلومون والفقراء خاصة، وطلاب العلم الذين يجاهدون من أجل مستقبل
افضل. وخافه الجائرون من الحكام، أما العادلون منهم فقد حاولوا أن يقربوه،
ولكنه كان يطبعه لا يحب الاقتراب من السلطان
..
وضاق به بعض الفقهاء المقلدين ممن
ينافقون الحكام .. ذلك أنه احتل مكانة لا يؤهلها له عمره فهو بعد في
الخمسين، وأنه ليعتمد على مكانته هذه، فيسلق المقلدين والجاهدين والمرتشين
والمرتزقة والفقهاء بألسنة حداد، ويطالب المسلمين ألا يتبعوهم حتى لا
يفسدوا عليهم دينهم
!
وفي أحد الدروس وجه
أحد الطلاب إلى الشيخ عز الدين سؤالا عن حكم الدين في العلماء الذين
يسكتون عن الظلم، وهم بعد ذاك يتصدرون بعض الحلقات في الجامع الأموي يعلمون
ويفتون؟
!
فأفتى الشيخ عز
الدين بأن السكوت عن المنكر منكر .. وعلماء المسلمين هم أولى الناس بالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن تخلوا فما أطاعوا الله والرسول، وإن كان
سكوتهم طمعا. في الأموال والهدايا والمناصب أو حرصا فإثمهم مضاعف. وقد قال
الله تعالى:
{ وَلْتَكُن
مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ
} (آل عمران ،
الآية :104)
.
هؤلاء هم العلماء، فإن لم يفعلوا فهم
العصاة والعياذ بالله
! ..
وسأل طالب آخر:
ألمثل هؤلاء طاعة؟! فقال الشيخ: لا طاعة لهم .. ورأى ذلك النفر من العلماء
في كلام الشيخ عز الدين تحريضا للطلاب وللعامة عليهم وعلى السلطان نفسه
! ..
وتوجه أحد طلاب الحلقات في الجامع
الأموي إلى شيخ حلقة يسأله عن حكم الدين في العلماء الذين لا يأمرون
بالمعروف ولا ينهون عن المنكر!. وغضب الشيخ غضبا شديدا وسب الطالبين سبا
عنيفا، وطردهما من الحلقة طردا غليظا وحرم عليهما دخول الجامع، وذكر الشيخ
عز الدين بن عبد السلام بالسوء وأنذر أن يوقع به العقاب حتى لا يفتن الشباب
!
فأعلن سائر الطلاب سخطهم لمقالة الشيخ
وفعلته، فسبهم جميعا، وانسحب من الحلقة وهو يصيح أن ابن عبد السلام قد أفسد
العامة والطلاب
.!
وانصرف الرجل
فاجتمع ببعض شيوخ الحلقات من المتصلين بالسلطات وذهبوا جميعا إليه، فطالبوه
أن يردع الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وأن ينزل به عقاب من يثير الفتنة،
ولكن الحاكم طيب خاطرهم، وكساهم حللا فاخرة وأغدق عليهم الهدايا وصررا من
المال، وطلب منهم أن يمهلوه في أمر الشيخ عز الدين هذا
..!
ولكنهم عادوا يطالبون بأن يمنع عز
الدين من الفتيا والتدريس والمشي في الأسواق
.
غير أن السلطان الأشرف لم يستجب لهم،
فالشيخ علي أية حال لا يدرس في الجامع الأموي، ولكن في مدرسة صغيرة قليلة
الخطر! .. فليردوا هم والجامع الأموي على آرائه
.
ولكنهم مازالوا بالحاكم يغرونه بالشيخ
عز الدين حتى صرح لهم بأنه لا يستطيع أن يسيء إلى عز الدين، فالملك الكامل
حاكم مصر يحب عز الدين، ويوصي به خيرا، فإن نال من عز الدين سلطانهم فسيغضب
له الملك الكامل ولا طاقة له بغضب أخيه الأكبر
!
ولم يهدأ كيد الخصوم عن الشيخ عز
الدين، وظلوا يتربصون به .. وحملتهم عليه وشدة عز الدين في نقد ذلك النفر
من العلماء مكنت له في قلوب أهل دمشق، وزادته مكانة في قلب الملك الكامل
. فأرسل الملك الكامل إلى أخيه الأشرف، يطالبه بأن يحسن صلة
الشيخ عز الدين، وأن يعينه شيخ حلقة في الجامع الأموي، لتعم الفائدة من
علمه
.
أما الصلة فقد ردها
الشيخ عز الدين شاكرا، وأما منصبه في الجامع الأموي، فقد فرح به، لأنه
يتيح له الاتصال بعدد اكبر من الطلاب هم انضج عقلا واكبر سنا من طلاب
المدرسة التي يعلم بها
.
وكان منصب شيخ حلقة
في الجامع الأموي هو اكبر منصب علمي في دمشق
.
وتقدم الشيخ عز الدين، بوجهه النحيل
الباسم، في ثياب بسيطة نظيفة، فاختار الزاوية الغزالية حيث كان الإمام
الغزالي يعتكف منذ أجيال، وبدأ يدرس للطلاب علوم الدين .. وتوافد عليه
الطلاب حتى ضاقت بهم الحلقة، وأقفرت سائر الحلقات من طلابها
. وكان يلقي أكثر من درس في النهار والليل في الحديث والفقه
والأصول .. غير متقيد بمذهب من المذاهب الأربعة
.
وشرع يفتي كلما استفتاه أحد، ويشرح
عقيدة الأشعري في أصول الدين، وأدلته العقلية على صحة مذهب أهل السنة.
ويأخذ الطلاب بإتقان وعلوم اللغة ليفهموا نصوص الشريعة
.
وغاظ التفاف الناس حوله وانصرافهم عن
سواه، كثيرا من خصومه، فعادوا يحاولون الإيقاع به ولكنهم خشوا أن يردهم
سلطان دمشق حرصا على إرضاء أخيه سلطان مصر
!
أما الشيخ عز الدين فلم يكن ليبالي
بهم، بل مضى في طريقه، يقرأ ويدرس ويفتي، وقد اطمأنت به الحياة فالراتب
الذي يأخذه من المسجد الأموي راتب كبير يكفيه لحياة موفورة
.
وخاطبته زوجته في أن يغير المسكن الضيق
الذي كان قد استأجره وهو مدرس في مدرسة صغيرة
!.
لقد ضاق بهم المسكن بعد أن أنجبا
أولادا. وقال لها إنه يعرف أن المسكن الضيق هو الجحيم الأصغر كما قال
الإمام علي كرم الله وجهه، وهو يتمنى أن يغيره، ولكن لا سبيل..! وعادت
الزوجة تلح عليه، وكان حانيا عليها شديد البر بها، وتمنت لو أنه اشترى بيتا
فسيحا يحيط به بستان جميل فهو بعد أستاذ حلقة بالجامع الأموي، وينبغي أن
يتخذ له سكنا مريحا يليق به، ويتسع لأهله وبنيه، ولضيوفه الذين يتوافدون
عليه ملتمسين عنده العلم، والفتيا بعد أن يفرغ من الحلقات
..
ووعدها خيرا، غير
أنه لم يستطع، فقد كان ينفق عن سعة على أهل بيته، ويحسن إكرام ضيوفه ويتصدق
بما بقى، ولا يدخر شيئا على الإطلاق
.
ثم أصابت دمشق أزمة، فهبطت الأسعار،
وقل المال، أعنت الناس عنتا شديدا .. وصارت البيوت الواسعة بما حولها من
البساتين تباع بثمن قليل
.
فجاءته امرأة وطلبت
منه مرة أخرى أن يشتري بيتا واسعا بحديقة وجمعت مصاغا لها وقالت
:
ـ اشتر لنا بهذا بستانا.
فأخذ المصاغ وباعه، وتصدق بثمنه.
فلما عاد إلى زوجته استقبلته فرحة:
ـ يا سيدي .. اشتريت لنا بستانا!
ـ نعم، بستانا في الجنة.! إني وجدت
الناس في شدة فتصدقت بثمن المصاغ
.
وكان الناس
يتسامعون بفضل الشيخ عز الدين فيزداد مكانة واحتراما. ولقد علم الأشرف صاحب
دمشق بكثرة صدقاته، فطلبه، وحاول أن يقدم إليه مالا ليتصدق به ولكنه رد
السلطان، وأفتاه أنه من الخير أن يتصدق السلطان نفسه بالمال
!.
وقارن السلطان الأشرف بين هذا الرجل
الذي يرفض عطاياه الخفية، وبين الآخرين الذين يرتشون ويجهرون بالإلحاح في
طلب المزيد من الهدايا والأموال والمناصب
!!
ودخل السلطان الأشرف إكبار خارق لعز
الدين، وأدرك أن أخاه الكامل ملك مصر على حق، فمثل هذا الشيخ جدير
بالاحترام. وإنه له لهيبة
!
ولاحظ السلطان
الأشرف أن الشيخ عز الدين لا يطالب مقابلته على خلاف الآخرين، وكانت سيطرة
عز الدين على قلوب الشباب وسائر الناس تقوى يوما بعد يوم، وهو لا ينفك
يهاجم خصومه من الفقهاء لجمودهم وتمسحهم بأصحاب السلطان، ولا يكف عن نفد
أخطاء الحكام
.
ورأى الأشرف أن من
الحكمة أن يصطنع الشيخ لنفسه ويدنيه من القصر، فأخذ يمدح الشيخ عز الدين في
كل مكان، ويطلبه لمجالسته فيتثاقل عنه الشيخ إلى حلقات الدرس ومجال
الفتيا، ولا يبادله مدحا بمدح
.
وانتهز خصومه الفرصة، فزعموا للسلطان
الأشرف أن الشيخ عز الدين قد غره حب الناس له والتفاف الشباب حوله، فسولت
له نفسه الأمارة بالسوء أن يتعالى على الجميع حتى على السلطان نفسه
!
وفي الحق أن السلطان الأشرف، كان يشعر
بحرج لموقف الشيخ عز الدين منه، وكان يحس في أغوار نفسه أن الشيخ لا يضمر
له من الاحترام ما يجب على المحكوم للحاكم
!!..
وكان في حاشية السلطان نفر من فقهاء
الحنابلة المتشددين المضيقين، وكان الشيخ عز الدين ينكر عليهم غلظتهم مع
مخالفيهم، ويتهمهم بالحمق والجمود وفساد الرأي، وبالإساءة إلى صاحب المذهب
الإمام أحمد بن حنبل، الذي كان فقيها جليلا عميق النظر واسع الأفق رائع
الحكمة .. والذي ترك تراثا عظيما يحمل كل طاقات التجديد
.
ولكن هذا النفر من فقهاء الحنابلة،
كانوا قد خالطوا السلطان الأشرف منذ كان حدثا صغيرا؛ وصاغوا عقله على رأيهم
الجامد المتحجر حتى "اختلط هذا بلحم السلطان ودمه وصار يعتقد أن مخالفه
كافر حلال دمه
"
وقد أتاحت لهم
منزلتهم عند السلطان. ونفوذهم عليه أن يصنعوا في البلاد كما يشاءون، فكانوا
إذا خلوا بمخالفيهم من الشافعية أو الأشعرية آذوهم وضربوهم
!
وما كان ليغمض لهم جفن وهم يرون
السلطان الأشرف يخطب ود الشيخ عز الدين بن عبد السلام
.
وغدوا إلى السلطان ليوقعوا بالشيخ عز
الدين، قبل أن يتقارب الرجلان فزعموا للسلطان أن العز عز الدين يخالف السلف
ويقول في القرآن قولا عظيما .. ويخطئ من يقول في القرآن بالحرف والصوت،
وأنه يعتنق رأي الأشعري: أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق!!
.. وهذا كله كفر
!!
وكان الأشرف قليل
الحظ من الثقافة وعلوم الدين والإطلاع على آثار السلف .. فما تعلم إلا ما
علمه ذلك النفر المحيطون به من أراذل فقهاء الحنابلة الذين ينافقونه
!
ولم يصدق السلطان أول الأمر أن الشيخ
عز الدين يقول هذا وهو العالم الورع عظيم التقوى .. وزجرهم السلطان ..
ولكنهم وعدوا السلطان أن يقدموا له الدليل الحاسم
.
وأجمعوا أمرهم، وجاءوا عز الدين بن عبد
السلام فقدموا إليه ورقة فيها فتيا بأن القرآن حرف وصوت، وطلبوا من الشيخ
أن يكتب رأيه في هذه الفتيا، وكان قد علم بكيدهم وهم لا يشعرون
!
قال لهم الشيخ عز الدين: "هذه فتيا
كتبت امتحانا لي. والله لا اكتب فيها إلا ما هو الحق
."
وبدأ الكتابة بتسفيه الفتيا، وتأكيد أن
الإمام احمد بن حنبل لا يعتقد أن القرآن حرف وصوت وقولهم هذا إنما هو جهل
فاضح برأي الإمام احمد .. واستطرد الشيخ عز الدين فكتب أن الإمام احمد بن
حنبل برئ من كل ما يدعون. وأن فضلاء الحنابلة أبرياء منهم. وكذلك سائر
السلف: فهم لا يقولون بالحرف والصوت. فالإمام احمد بن حنبل وغيره من فقهاء
السلف الصالح. لا يعتقدون أن وصف الله القديم القائم بذاته هو عين لفظ
اللافظين ومداد الكاتبين مع أن لفظ إله قديم، وهذه الأشكال والألفاظ حادثة
بضرورة العقل وصريح النقل. قال تعالى:
{ مَا يَأْتِيهِمْ
مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ
} (الأنبياء،الآية 2)
.. والعجب ممن يقول إن القرآن مركب من
حرف وصوت ثم يزعم أنه في المصحف!! وليس في المصحف إلا حرف مجرد لا صوت
معه!! وإنما أتى القوم من قبل جهلهم بكتاب الله وسنة رسوله وسخافة العقل
وبلادة الذهن فإن لفظ القرآن يطلق في الشرع واللسان على الوصف القديم،
ويطلق على القراءة الحادثة، والقراءة غير المقروءة، لأن القراءة حادثة
والقرآن قديم وهؤلاء القوم يذمون الأشعري لقوله أن الخبز لا يشبع والماء لا
يروي والنار لا تحرق
. وقول الأشعري كلام أنزل الله معناه في
كتابه: فإن الشبع والري والإحراق حوادث انفرد الرب بخلقها. فليس الخبز هو
الذي يخلق الشبع، ولم يخلق الماء الري، ولم تخلق النار الإحراق، وإن كانت
أسبابا في ذلك. فالخالق هو المسبب دون السبب كما قال تعالى: "وما رميت إذ
رميت ولكن الله رمى" فقد نفى أن يكون رسوله خالقا للرمي وإن كان سببا فيه
..
وعندما ظفروا بجواب الشيخ تمايلوا من
الفرح، وأيقنوا أنها القاضية عليه
!
وأوحوا إلى السلطان أن يدعو جميع
الفقهاء والعلماء إلى سماطه على الإفطار ـ وكان الوقت رمضان ـ ففعل، وذهبوا
بما كتبه الشيخ عز الدين إلى السلطان الأشرف، فانفجر سخطه على الشيخ..!
سخط عنيف هائل ينبع من أعماق نفس امتلأت بالحب والإكبار لشخص رفضت فيه كل
الوشايات والأقاويل، ثم إذ بها تتكشف بغتة أن هذا الآخر، كان يخدعها ويسخر
منها، ويظن بها الغفلة!! .. واختلط غضبه على الشيخ بضيقه المتراكم من سيرة
الشيخ معه .. فهو كلما قربه هجر، وكلما تألفه نفر
..!
وعلى سماط الإفطار، ظلت صيحة السلطان
تندد بالشيخ عز الدين: "صح عندي ما قالوه عنه! .. هذا رجل كنا نعتقد أنه
متوحد في زمانه في العلم والدين، فظهر بعد الأخبار أنه من الفجار .. لا
.. بل من الكفار"!..
ولم يستطع أحد من
الفقهاء أو العلماء أن يرد على السلطان الأشرف وظل صوته يدوي بالوعيد في
بهو الطعام بقصره السلطاني. وضيوفه يمضغون طعام الإفطار على مهل، ويزدردون
المضض، وقلوبهم تدق
!!
ما من صوت واحد
يرتفع إلا أنفاس تلهث، وصراخ السلطان يتصاعد كحيوان جريح يوشك أن ينقض
ليفترس، بكل ضراوة الألم والإهانة وغريزة البقاء
!!
وبعد لأي تجرأ أحد الفقهاء فقال في
تذلل
: "السلطان أولى بالصفح والعفو، ولاسيما
في مثل هذا الشهر، شهر رمضان. فلم يرد السلطان، وهمهم آخر ملتمسا مغفرة
السلطان
..!
ولم يرد السلطان ..
وانصرف الفقهاء والعلماء، وكان معهم على مائدة الإفطار، عدد من العلماء
والفقهاء من كل الأقطار
.
وتناقل العلماء
والفقهاء ما حدث، ولاموا أنفسهم على الصمت في حضرة السلطان، وهم يعلمون أنه
على الباطل، وأن الشيخ عز الدين على الحق الذي يؤمنون به هم أنفسهم
!. وتحفز الطلاب والمعجبون!
ما عسى أن يصنع السلطان بشيخهم عز
الدين؟
!
أيتهم السلطان
الأشرف وهو جاهل بأصول الدين، شيخهم العالم الورع التقي بالفجر والكفر؟
!! .. أتراه ينزل به عقاب الفجار والكفار وهم ينظرون!!
واشتعل التوتر في
دمشق، وأصبح الناس وما من شيخ من الذين حضروا المأدبة بالأمس، يستطيع أن
يمشي في الأسواق
!
احتشد الطلاب حول
باب الشيخ عز الدين، وتعهدوا أن يمنعوه إذا حاول السلطان أن ينزل به أي
مكروه
.
ولاذ أراذل شيوخ الحنابلة من حاشية
السلطان بالقصر، غير أن شيخ المالكية عمرو بن الحاجب عذبه صمته وصمت
الفقهاء الآخرين أمام السلطان، فركب بغلته وأخذ يطوف المدينة، حتى جمع
العلماء في الجامع الأموي بعد صلاة العصر وانقض عليهم يعنفهم: "العجب أنكم
كلكم على الحق وغيركم على الباطل، وما فيكم من نطق بالحق. وسكتم وما
انتصرتم لله تعالى والشريعة المطهرة
".
ولما تكلم متكلم منكم قال: السلطان
أولى بالعفو والصفح ولاسيما في مثل هذا الشهر!! وهذا غلط يوهم الذنب، فإن
العفو والصفح لا يكون إلا عن جرم وذنب .. أما كنتم سلكتم طريق التلطف
بإعلام السلطان بأن ما قاله ابن عبد السلام مذهبكم ومذهب أهل الحق وأن
جمهور السلف والخلف على ذلك، ولم يخالفهم فيه إلا طائفة مخذولة يكفون
مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله، ومنهم السلطان
الأشرف؟! لقد قال الله تعالى:
{ وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ
وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
}(البقرة ،الآية
:42)
ولام
ابن الحاجب لأنه سكت، وأعلن الندم والتوبة .. ثم اقترح عليهم أن يكتبوا
فتيا بموافقة الشيخ عز الدين بن عبد السلام
.
وكتبوا الفتيا ووقعوها، وذهبوا إلى بيت
العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، وخاضوا إليه زحام الناس الذين
رابطوا عند بيته
.
وقبل أن يتدافع
الناس لإدانتهم على موقفهم أعلن ابن الحاجب، أنهم جاءوا الشيخ بفتيا موقعة
منهم توافق رأيه. وهذا هو اعتذارهم له عما فرط منهم أمام السلطان في حق
الشريعة وحق ابن عبد السلام
.
وفرح الشيخ بموقف ابن الحاجب ومن معه
من العلماء والفقهاء. فأرسل الشيخ إلى السلطان يعلمه بفتيا الشيوخ، وأنهم
إذا كانوا قد سكتوا ولم يعلنوا رأيهم على سماط الإفطار بالأمس، فما ذلك إلا
لأن السلطان لم يمكنهم من الكلام لما ظهر من حدة غضبه
"!
وأنهى رسالته طالبا من السلطان أن يعقد
مجلسا للشافعية والحنابلة يحضره المالكية والحنفية وغيرهم من العلماء
لتدور المناظرة أمام الجميع بينه وبين خصومه من فقهاء رجال الحاشية
!
https://i.servimg.com/u/f28/13/68/80/96/uou_oo16.gifالموضوعالأصلي : العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2  المصدر : شبكه ومنتديات المصرى الأسلاميهalmasriislamic.roo7.biz
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almasriislamic.yoo7.com
 

العز عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الموضوع الثانى2

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبــــــكه ومنتــــــدايات المصـــرى الأســـــــلاميه :: شخصيات إسلامية من الرجال والأئمه الأربعه-
انتقل الى:  

جميع الحقوق محفوظة لشبكه ومنتديات المصرى الأسلاميه
Powered

by phpBB2 ® Ahlamontada.com
almasriislamic.roo7.biz



©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع